دمعةٌ على الماضي وعبرة للمستقبل ...

بسم الله الرحمن الرحيم

يا من لبست من الإمارة ثوبها
وغدوت في لألائها تتقلبُ

لا يخدعنَّك أن ثوبك سندس
وبأن تاجك بالنجوم مذهَّبُ

فغدًا ستُنزع من كنوزك عاريًا
وتميل شمسك للزوال وتغربُ

وتقام أفراح وترفع زينةُ
ويجيء غيرك بالورود ينصَّبُ

وتغيب في بطن الثرى وكأنما
ما كان حولك عسكرٌ أو موكبُ

يا غافلاً إن الحياة قصيرةٌ
والموت في خطواتنا يتأهَّبُ

أين المواثيق التي أعطيتَها
وحديثُ عرشٍ للإمارة مسهبُ

أسوار قصرك عالياتٌ دوننا
ما للأمير عن الرعية يُحجَبُ؟!

والخلق تنظر نحو قصرك في أسًى
وسلاح جندك للصدور مصوَّبُ

من حامَ منهم حول بابك أو دنا
من أختفى وغاب من ليل السجون المظلم

كم دمعةٍ تحت الظلام حزينةٍ
عصف الولاةُ بها وأنت المذنبُ

كم ضللت من البطانة عصبةٌ
ووشى بأذنك ساحرٌ ومقربُ

وسهرت في ليل المقاصر ضاحكًا
تصغى لمن أثنَوا عليك وتطربُ

الله يرحم من أميرٍ قد مضى
ليل الخلافة مسهدًا يتعذبُ

يبكي لعلَّ من الرعية بائسًا
ذا حاجةٍ عزَّت عليه ومطلبُ

ويئن في ليل الدياجر: ليتني
ما أنجبتْ إياي أمٌّ أو أبُ!!

نامت عيون الناس ملء جفونها
وأنا المعذب فيهم والمتعبُ

يا من سعيت إلى الإمارة مجهدًا
حكم النفوس من الرعية أصعبُ

فلربما أمسى بقصرك خادم
رثُّ الخطى هو للسلامة أقربُ

حُمِّلت ما لم تحتملْه وأشفقتْ
منه الجيال فكم لأمرك أعجبُ!!

أطلقت من أيدي الذئاب تسوؤنا
وأنساب في ليل البلاد النُّهبُ

وتنام عينك ما سمعت وما ترى
وكأن شخصَك في البلاد مغيَّبُ

والناس قد ملأ الشقاء حلوقَهم
وتراهموا لما شكوا قد أذنبوا

سفَّهت قول الأتقياء جهالةً
ومضيتَ من ذِكر النصيحة تغضبُ

وتمر في ركب النفاق ملوِّحًا
هزِجًا وكفُّك بالدماء مخضبُ

ولكَم نسجتَ من الخيال وقائعًا
ووقفت في عيد الإمارة تكذبُ

وتسوق أرقامًا وباطلَ حجةٍ
والناس من ضحكٍ بها تتعجبُ

أكل الجناةُ وفوق ظهرك كم طغوْا
وبغَوا وأنت عن الجناة تُحاسَبُ

كلٌّ تولى عنك.. كلٌّ قد مضى
وذهبت في غُلِّ السلاسل تُسحبُ

لتذوق أوزار العباد مثلما
جرَّعت من كأس المظالم تشربُ

لله كم لعبتْ بك الأهواء والـ
دنيا وما زالت بغيرك تلعبُ!!

******

تسلمي عااااشقة
وبالتوفيق ياااااا رب